تَلَعْثَمَ الشِّعْرُ وَاسْتَحْيَتْ قَوَافِيهِ****واحْتَارَ يَخْتَارُ أَيًّا مِنْ مَعَانِيهِ
فِي مَدْحِ أَحْمَدَ هَلْ تُجْدِي قصائِدُهُ****هَلْ يَرْتَجِي البَدْرُ أنوارًا تُجَلِّيهِ
حَاشَا قريضِي يكونُ اليومَ أَوْسِمَةً****هُوَ الَّذِي فَوْقَ تصويري وتَشْبِيهِي
***
هل يمدحُ الشِّعْرُ أخلاقًا له عَظُمَتْ****تاللهِ قد شَهِدَتْ حتى أعاديهِ
"مَاذا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعلٌ بِكُمُ"****قالوا : كريمٌ وطَبْعُ العَفْوِ يُعْلِيهِ
سَبُّوهُ حِقْدًا وقد أَدْمَوْا له قَدَمًا****فكان منه دُعَاءّ فيه مَا فيهِ
رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَهُمْ للحَقِّ قد جَهِلُوا****إني لَأَرْجُو صَغِيرًا سوف تَهْدِيهِ
وَكَمْ تَلَقَّى سِهَامَ الحِقْدِ مُشْرَعَةً****فَرَدَّهَا بجميلِ الصَّفْحِ مِن فِيهِ
***
هَلْ يَمْدَحُ الشِّعْرُ ما أَرْسَاه مِن قِيَمٍ****فُكُلُّ معنًى عظيمٍ مِن مَبَادِيهِ
كَمْ أَنْقَذَ الكونَ مِن أَدْرَانِ ظُلْمَتِهِ****وحَطَّمَ الكُفْرَ في أَعْتَى مَبَانيِهِ
وضَمَّدَ الْجُرْحَ في قَلْبٍ تُعَذِّبُهُ****أَيْدِي الطُّغَاةِ ومَا فَرْدٌ يُوَاسِيهِ
وطَهَّرَ الكعبةَ الغَرَّاءَ مِن سَفَهٍ****فأَيْنَعَ الطُّهْرُ مِن سُقْيَا أَيَادِيهِ
فوَحَّدَ القَوْمُ بَعْدَ الشِّرْكِ رَبَّهُمُ****وأَكْمَلَ اللَّهُ دِينًا عَزَّ بَانِيهِ
***
مَنْ حَرَّرَ الناسَ مِن رِقِّ العبادِ وَمَنْ****أَرْسَى العَدَالَةَ صَرْحًا فِي مَسَاعِيهِ
مَنْ أَرْجَعَ الْحَقَّ للأنثى وأَعْتَقَها****كانت لوالِدِها أَسْوَا مَسَاوِيهِ
يَحْتَارُ يُمْسِكُهَا حِينًا عَلَى مَضَضٍ****أَمْ يَدْفِنُ العَارَ ؛ إِنَّ العارَ يُخْزِيهِ
كانت تُوَرَّثُ كالجلبابِ مِنْ وَهَنٍ****كانت تُكَابِدُ حِرْمَانًا تُلاقِيهِ
حَتَّى أَتَى خَيْرُ مَبْعُوثٍ وأَنْصَفَها****مَنْ يَكْفُل البِنْتَ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِيهِ
وَهُنَّ للوَالِدِ الْمِعْطَاءِ سُتْرَتُهُ****مِنَ اللَّهِيبِ وَرَبُّ العَرْشِ يُوفِيهِ
***
يا خَيْرَ مَنْ سَكَنَتْ قَلْبِي مَحَبَّتُهُ****فِدَاكَ رُوحِي ، وَكَيْفَ لا أُفَدِّيهِ ؟!
لَوْلاه مَا ارْتَفَعَتْ للحَقِّ مِئْذَنَةٌ****ولا أَضَاءَ كِتَابٌ قَلْبَ تَالِيهِ
لولاه مَا اكْتَحَلَتْ بالأَمْنِ مُقْلَتُنَا****ولا ابْتَهَلْنَا بتَسْبِيحٍ وتَنْزِيهِ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ العَرْشِ مَكْرُمَةً****وَزَادَهُ شَرَفًا بالفَخْرِ يُعْلِيهِ
***
يا سَيِّدَ الرُّسْلِ قَلْبِي اليومَ مُرْتَهَنٌ****بالْحُزْنِ فالواقِعُ الْمَحْزُونُ يُدْمِيهِ
صِرْنَا غُثَاءً وأَحْزَابًا مُشَتَّتةً****وحَالُنَا لِعَدُوٍّ صَارَ يُغْرِيهِ
هَلْ نَحْنُ حَقًّا مِنَ الأَتْبَاعِ مَعْذِرَةً****هَلْ يُشْبِهُ السَّفْحُ – حَاشَاهُ - رَوَابِيهِ
أَيْنَ التَّآخِي وطِيبُ الصَّفْحِ هَلْ ذَهَبَتْ****تِلْكَ الْمَعَانِي إلى دَوَّامَةِ التِّيهِ
أَمْ أَيْنَ إِيثَارُ مَنْ بَانَتْ خَصَاصَتُهُ****يَسْقِي أَخَاهُ وَإِنْ تَظْمَا حَوَاشِيهِ
نُفُوسُنَا بِرَدِيءِ الْحِقْدِ مُتَخَمَةٌ****طَابَتْ ظَوَاهِرُنَا ، والسُّوءَ نُخْفِيهِ
يَعْدُو القَوِيُّ على مَنْ لَيْسَ يُشْبِهُهُ****جُبْنًا ويَسْرِقُ مَا يَقْتَاتُ مِنْ فِيهِ
وبَأْسُنَا بَيْنَنَا تَقْوَى شَكِيمَتُهُ****يَسْطُو القَوِيُّ على الأَدْنَى ويُرْدِيهِ
أَمَّا العَدُوُّ فَقَدْ لانَتْ عَرِيكَتُنَا****حَتَّى كَأَنَّا - بلا فَخْرٍ – نُفَدِّيهِ
تَثَاءَبَ العَزْمُ أَمْ مِتْنَا بغَفْوَتنِاَ****وهلْ أَلِفْنَا بِحُبٍّ مَا نُعَانِيهِ
***
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ يُدَاوِي اليومَ عِلَّتَنَا؟****فالْجُرْحُ غَارَ وأَعْيَا مَنْ يُدَاوِيهِ
حِينًا نُوَلِّي لِطِبِّ الشَّرْقِ وِجْهَتَنَا****والغَرْبَ حِينًا وأَحْيَانًا نُوَلِّيهِ
فَمَا ظَفِرْنَا بتِرْيَاقٍ لِعِلَّتِنَا****كُنَّا كَمَنْ ظَنَّ ذَاكَ السُّمَّ يَشْفِيهِ
***
مَاذَا أَنَشْقَى وخَيْرُ الْخَلْقِ قِدْوَتُنَا****والذِّكْرُ يُتْلَى ورَبُّ العَرْشِ يَحْمِيهِ
مُحَمَّدٌ لا وَرَبِّ العَرْشِ مَا نَطَقَتْ****مِنْهُ الشِّفَاهُ بغَيْرِ الوَحْيِ يَأْتِيهِ
كالغَيْثِ يُحْيِي قُلُوبًا بَعْدَمَا يَبِسَتْ****ذِكْرَاهُ سَلْوَى لِحُزْنِ الكَوْنِ تُمْحِيهِ
بيومِ مَوْلِدِهِ جِئْنَا لِنَذْكُرَهُ****عَفْوًا أَيُنْسَى ؟! أَلا بُعْدًا لِنَاسِيهِ
ذِكْرَاهُ شَمْسٌ على الأَكْوَانِ مُشْرِقَةٌ****لَيْسَتْ تَغِيبُ وَقَدْ أَحْيَتْ مُحِبِّيهِ
يَا مَنْ بِكُلِّ نَفِيسٍ عَزَّ نَفْدِيهِ****إِنَّا عَلَى العَهْدِ أَقْسَمْنَا نُوَفِّيهِ
مَنْ يَقْتَدِ الْيَوْمَ بالْهَادِي وَسُنَّتِهِ****فَاللَّهُ نَاصِرُهُ ، وَاللَّهُ هَادِيهِ
يَارَبِّ صَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ مَا صَدَحَتْ****بالكَوْنِ صَادِحَةّ قَامَتْ تُحَيِّيهِ
وَابْسُطْ إِلَهِي يَدَ الإِنْعَامِ سَابِغَةً****للتَّابِعِينَ وَمَنْ دَوْمًا يُوَالِيهِ تَلَعْثَمَ الشِّعْرُ
وَاسْتَحْيَتْ قَوَافِيهِ****واحْتَارَ يَخْتَارُ أَيًّا مِنْ مَعَانِيهِ
فِي مَدْحِ أَحْمَدَ هَلْ تُجْدِي قصائِدُهُ****هَلْ يَرْتَجِي البَدْرُ أنوارًا تُجَلِّيهِ
حَاشَا قريضِي يكونُ اليومَ أَوْسِمَةً****هُوَ الَّذِي فَوْقَ تصويري وتَشْبِيهِي
***
هل يمدحُ الشِّعْرُ أخلاقًا له عَظُمَتْ****تاللهِ قد شَهِدَتْ حتى أعاديهِ
"مَاذا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعلٌ بِكُمُ"****قالوا : كريمٌ وطَبْعُ العَفْوِ يُعْلِيهِ
سَبُّوهُ حِقْدًا وقد أَدْمَوْا له قَدَمًا****فكان منه دُعَاءّ فيه مَا فيهِ
رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَهُمْ للحَقِّ قد جَهِلُوا****إني لَأَرْجُو صَغِيرًا سوف تَهْدِيهِ
وَكَمْ تَلَقَّى سِهَامَ الحِقْدِ مُشْرَعَةً****فَرَدَّهَا بجميلِ الصَّفْحِ مِن فِيهِ
***
هَلْ يَمْدَحُ الشِّعْرُ ما أَرْسَاه مِن قِيَمٍ****فُكُلُّ معنًى عظيمٍ مِن مَبَادِيهِ
كَمْ أَنْقَذَ الكونَ مِن أَدْرَانِ ظُلْمَتِهِ****وحَطَّمَ الكُفْرَ في أَعْتَى مَبَانيِهِ
وضَمَّدَ الْجُرْحَ في قَلْبٍ تُعَذِّبُهُ****أَيْدِي الطُّغَاةِ ومَا فَرْدٌ يُوَاسِيهِ
وطَهَّرَ الكعبةَ الغَرَّاءَ مِن سَفَهٍ****فأَيْنَعَ الطُّهْرُ مِن سُقْيَا أَيَادِيهِ
فوَحَّدَ القَوْمُ بَعْدَ الشِّرْكِ رَبَّهُمُ****وأَكْمَلَ اللَّهُ دِينًا عَزَّ بَانِيهِ
***
مَنْ حَرَّرَ الناسَ مِن رِقِّ العبادِ وَمَنْ****أَرْسَى العَدَالَةَ صَرْحًا فِي مَسَاعِيهِ
مَنْ أَرْجَعَ الْحَقَّ للأنثى وأَعْتَقَها****كانت لوالِدِها أَسْوَا مَسَاوِيهِ
يَحْتَارُ يُمْسِكُهَا حِينًا عَلَى مَضَضٍ****أَمْ يَدْفِنُ العَارَ ؛ إِنَّ العارَ يُخْزِيهِ
كانت تُوَرَّثُ كالجلبابِ مِنْ وَهَنٍ****كانت تُكَابِدُ حِرْمَانًا تُلاقِيهِ
حَتَّى أَتَى خَيْرُ مَبْعُوثٍ وأَنْصَفَها****مَنْ يَكْفُل البِنْتَ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِيهِ
وَهُنَّ للوَالِدِ الْمِعْطَاءِ سُتْرَتُهُ****مِنَ اللَّهِيبِ وَرَبُّ العَرْشِ يُوفِيهِ
***
يا خَيْرَ مَنْ سَكَنَتْ قَلْبِي مَحَبَّتُهُ****فِدَاكَ رُوحِي ، وَكَيْفَ لا أُفَدِّيهِ ؟!
لَوْلاه مَا ارْتَفَعَتْ للحَقِّ مِئْذَنَةٌ****ولا أَضَاءَ كِتَابٌ قَلْبَ تَالِيهِ
لولاه مَا اكْتَحَلَتْ بالأَمْنِ مُقْلَتُنَا****ولا ابْتَهَلْنَا بتَسْبِيحٍ وتَنْزِيهِ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ العَرْشِ مَكْرُمَةً****وَزَادَهُ شَرَفًا بالفَخْرِ يُعْلِيهِ
***
يا سَيِّدَ الرُّسْلِ قَلْبِي اليومَ مُرْتَهَنٌ****بالْحُزْنِ فالواقِعُ الْمَحْزُونُ يُدْمِيهِ
صِرْنَا غُثَاءً وأَحْزَابًا مُشَتَّتةً****وحَالُنَا لِعَدُوٍّ صَارَ يُغْرِيهِ
هَلْ نَحْنُ حَقًّا مِنَ الأَتْبَاعِ مَعْذِرَةً****هَلْ يُشْبِهُ السَّفْحُ – حَاشَاهُ - رَوَابِيهِ
أَيْنَ التَّآخِي وطِيبُ الصَّفْحِ هَلْ ذَهَبَتْ****تِلْكَ الْمَعَانِي إلى دَوَّامَةِ التِّيهِ
أَمْ أَيْنَ إِيثَارُ مَنْ بَانَتْ خَصَاصَتُهُ****يَسْقِي أَخَاهُ وَإِنْ تَظْمَا حَوَاشِيهِ
نُفُوسُنَا بِرَدِيءِ الْحِقْدِ مُتَخَمَةٌ****طَابَتْ ظَوَاهِرُنَا ، والسُّوءَ نُخْفِيهِ
يَعْدُو القَوِيُّ على مَنْ لَيْسَ يُشْبِهُهُ****جُبْنًا ويَسْرِقُ مَا يَقْتَاتُ مِنْ فِيهِ
وبَأْسُنَا بَيْنَنَا تَقْوَى شَكِيمَتُهُ****يَسْطُو القَوِيُّ على الأَدْنَى ويُرْدِيهِ
أَمَّا العَدُوُّ فَقَدْ لانَتْ عَرِيكَتُنَا****حَتَّى كَأَنَّا - بلا فَخْرٍ – نُفَدِّيهِ
تَثَاءَبَ العَزْمُ أَمْ مِتْنَا بغَفْوَتنِاَ****وهلْ أَلِفْنَا بِحُبٍّ مَا نُعَانِيهِ
***
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ يُدَاوِي اليومَ عِلَّتَنَا؟****فالْجُرْحُ غَارَ وأَعْيَا مَنْ يُدَاوِيهِ
حِينًا نُوَلِّي لِطِبِّ الشَّرْقِ وِجْهَتَنَا****والغَرْبَ حِينًا وأَحْيَانًا نُوَلِّيهِ
فَمَا ظَفِرْنَا بتِرْيَاقٍ لِعِلَّتِنَا****كُنَّا كَمَنْ ظَنَّ ذَاكَ السُّمَّ يَشْفِيهِ
***
مَاذَا أَنَشْقَى وخَيْرُ الْخَلْقِ قِدْوَتُنَا****والذِّكْرُ يُتْلَى ورَبُّ العَرْشِ يَحْمِيهِ
مُحَمَّدٌ لا وَرَبِّ العَرْشِ مَا نَطَقَتْ****مِنْهُ الشِّفَاهُ بغَيْرِ الوَحْيِ يَأْتِيهِ
كالغَيْثِ يُحْيِي قُلُوبًا بَعْدَمَا يَبِسَتْ****ذِكْرَاهُ سَلْوَى لِحُزْنِ الكَوْنِ تُمْحِيهِ
بيومِ مَوْلِدِهِ جِئْنَا لِنَذْكُرَهُ****عَفْوًا أَيُنْسَى ؟! أَلا بُعْدًا لِنَاسِيهِ
ذِكْرَاهُ شَمْسٌ على الأَكْوَانِ مُشْرِقَةٌ****لَيْسَتْ تَغِيبُ وَقَدْ أَحْيَتْ مُحِبِّيهِ
يَا مَنْ بِكُلِّ نَفِيسٍ عَزَّ نَفْدِيهِ****إِنَّا عَلَى العَهْدِ أَقْسَمْنَا نُوَفِّيهِ
مَنْ يَقْتَدِ الْيَوْمَ بالْهَادِي وَسُنَّتِهِ****فَاللَّهُ نَاصِرُهُ ، وَاللَّهُ هَادِيهِ
يَارَبِّ صَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ مَا صَدَحَتْ****بالكَوْنِ صَادِحَةّ قَامَتْ تُحَيِّيهِ
وَابْسُطْ إِلَهِي يَدَ الإِنْعَامِ سَابِغَةً
للتَّابِعِينَ وَمَنْ دَوْمًا يُوَالِيهِ
فِي مَدْحِ أَحْمَدَ هَلْ تُجْدِي قصائِدُهُ****هَلْ يَرْتَجِي البَدْرُ أنوارًا تُجَلِّيهِ
حَاشَا قريضِي يكونُ اليومَ أَوْسِمَةً****هُوَ الَّذِي فَوْقَ تصويري وتَشْبِيهِي
***
هل يمدحُ الشِّعْرُ أخلاقًا له عَظُمَتْ****تاللهِ قد شَهِدَتْ حتى أعاديهِ
"مَاذا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعلٌ بِكُمُ"****قالوا : كريمٌ وطَبْعُ العَفْوِ يُعْلِيهِ
سَبُّوهُ حِقْدًا وقد أَدْمَوْا له قَدَمًا****فكان منه دُعَاءّ فيه مَا فيهِ
رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَهُمْ للحَقِّ قد جَهِلُوا****إني لَأَرْجُو صَغِيرًا سوف تَهْدِيهِ
وَكَمْ تَلَقَّى سِهَامَ الحِقْدِ مُشْرَعَةً****فَرَدَّهَا بجميلِ الصَّفْحِ مِن فِيهِ
***
هَلْ يَمْدَحُ الشِّعْرُ ما أَرْسَاه مِن قِيَمٍ****فُكُلُّ معنًى عظيمٍ مِن مَبَادِيهِ
كَمْ أَنْقَذَ الكونَ مِن أَدْرَانِ ظُلْمَتِهِ****وحَطَّمَ الكُفْرَ في أَعْتَى مَبَانيِهِ
وضَمَّدَ الْجُرْحَ في قَلْبٍ تُعَذِّبُهُ****أَيْدِي الطُّغَاةِ ومَا فَرْدٌ يُوَاسِيهِ
وطَهَّرَ الكعبةَ الغَرَّاءَ مِن سَفَهٍ****فأَيْنَعَ الطُّهْرُ مِن سُقْيَا أَيَادِيهِ
فوَحَّدَ القَوْمُ بَعْدَ الشِّرْكِ رَبَّهُمُ****وأَكْمَلَ اللَّهُ دِينًا عَزَّ بَانِيهِ
***
مَنْ حَرَّرَ الناسَ مِن رِقِّ العبادِ وَمَنْ****أَرْسَى العَدَالَةَ صَرْحًا فِي مَسَاعِيهِ
مَنْ أَرْجَعَ الْحَقَّ للأنثى وأَعْتَقَها****كانت لوالِدِها أَسْوَا مَسَاوِيهِ
يَحْتَارُ يُمْسِكُهَا حِينًا عَلَى مَضَضٍ****أَمْ يَدْفِنُ العَارَ ؛ إِنَّ العارَ يُخْزِيهِ
كانت تُوَرَّثُ كالجلبابِ مِنْ وَهَنٍ****كانت تُكَابِدُ حِرْمَانًا تُلاقِيهِ
حَتَّى أَتَى خَيْرُ مَبْعُوثٍ وأَنْصَفَها****مَنْ يَكْفُل البِنْتَ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِيهِ
وَهُنَّ للوَالِدِ الْمِعْطَاءِ سُتْرَتُهُ****مِنَ اللَّهِيبِ وَرَبُّ العَرْشِ يُوفِيهِ
***
يا خَيْرَ مَنْ سَكَنَتْ قَلْبِي مَحَبَّتُهُ****فِدَاكَ رُوحِي ، وَكَيْفَ لا أُفَدِّيهِ ؟!
لَوْلاه مَا ارْتَفَعَتْ للحَقِّ مِئْذَنَةٌ****ولا أَضَاءَ كِتَابٌ قَلْبَ تَالِيهِ
لولاه مَا اكْتَحَلَتْ بالأَمْنِ مُقْلَتُنَا****ولا ابْتَهَلْنَا بتَسْبِيحٍ وتَنْزِيهِ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ العَرْشِ مَكْرُمَةً****وَزَادَهُ شَرَفًا بالفَخْرِ يُعْلِيهِ
***
يا سَيِّدَ الرُّسْلِ قَلْبِي اليومَ مُرْتَهَنٌ****بالْحُزْنِ فالواقِعُ الْمَحْزُونُ يُدْمِيهِ
صِرْنَا غُثَاءً وأَحْزَابًا مُشَتَّتةً****وحَالُنَا لِعَدُوٍّ صَارَ يُغْرِيهِ
هَلْ نَحْنُ حَقًّا مِنَ الأَتْبَاعِ مَعْذِرَةً****هَلْ يُشْبِهُ السَّفْحُ – حَاشَاهُ - رَوَابِيهِ
أَيْنَ التَّآخِي وطِيبُ الصَّفْحِ هَلْ ذَهَبَتْ****تِلْكَ الْمَعَانِي إلى دَوَّامَةِ التِّيهِ
أَمْ أَيْنَ إِيثَارُ مَنْ بَانَتْ خَصَاصَتُهُ****يَسْقِي أَخَاهُ وَإِنْ تَظْمَا حَوَاشِيهِ
نُفُوسُنَا بِرَدِيءِ الْحِقْدِ مُتَخَمَةٌ****طَابَتْ ظَوَاهِرُنَا ، والسُّوءَ نُخْفِيهِ
يَعْدُو القَوِيُّ على مَنْ لَيْسَ يُشْبِهُهُ****جُبْنًا ويَسْرِقُ مَا يَقْتَاتُ مِنْ فِيهِ
وبَأْسُنَا بَيْنَنَا تَقْوَى شَكِيمَتُهُ****يَسْطُو القَوِيُّ على الأَدْنَى ويُرْدِيهِ
أَمَّا العَدُوُّ فَقَدْ لانَتْ عَرِيكَتُنَا****حَتَّى كَأَنَّا - بلا فَخْرٍ – نُفَدِّيهِ
تَثَاءَبَ العَزْمُ أَمْ مِتْنَا بغَفْوَتنِاَ****وهلْ أَلِفْنَا بِحُبٍّ مَا نُعَانِيهِ
***
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ يُدَاوِي اليومَ عِلَّتَنَا؟****فالْجُرْحُ غَارَ وأَعْيَا مَنْ يُدَاوِيهِ
حِينًا نُوَلِّي لِطِبِّ الشَّرْقِ وِجْهَتَنَا****والغَرْبَ حِينًا وأَحْيَانًا نُوَلِّيهِ
فَمَا ظَفِرْنَا بتِرْيَاقٍ لِعِلَّتِنَا****كُنَّا كَمَنْ ظَنَّ ذَاكَ السُّمَّ يَشْفِيهِ
***
مَاذَا أَنَشْقَى وخَيْرُ الْخَلْقِ قِدْوَتُنَا****والذِّكْرُ يُتْلَى ورَبُّ العَرْشِ يَحْمِيهِ
مُحَمَّدٌ لا وَرَبِّ العَرْشِ مَا نَطَقَتْ****مِنْهُ الشِّفَاهُ بغَيْرِ الوَحْيِ يَأْتِيهِ
كالغَيْثِ يُحْيِي قُلُوبًا بَعْدَمَا يَبِسَتْ****ذِكْرَاهُ سَلْوَى لِحُزْنِ الكَوْنِ تُمْحِيهِ
بيومِ مَوْلِدِهِ جِئْنَا لِنَذْكُرَهُ****عَفْوًا أَيُنْسَى ؟! أَلا بُعْدًا لِنَاسِيهِ
ذِكْرَاهُ شَمْسٌ على الأَكْوَانِ مُشْرِقَةٌ****لَيْسَتْ تَغِيبُ وَقَدْ أَحْيَتْ مُحِبِّيهِ
يَا مَنْ بِكُلِّ نَفِيسٍ عَزَّ نَفْدِيهِ****إِنَّا عَلَى العَهْدِ أَقْسَمْنَا نُوَفِّيهِ
مَنْ يَقْتَدِ الْيَوْمَ بالْهَادِي وَسُنَّتِهِ****فَاللَّهُ نَاصِرُهُ ، وَاللَّهُ هَادِيهِ
يَارَبِّ صَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ مَا صَدَحَتْ****بالكَوْنِ صَادِحَةّ قَامَتْ تُحَيِّيهِ
وَابْسُطْ إِلَهِي يَدَ الإِنْعَامِ سَابِغَةً****للتَّابِعِينَ وَمَنْ دَوْمًا يُوَالِيهِ تَلَعْثَمَ الشِّعْرُ
وَاسْتَحْيَتْ قَوَافِيهِ****واحْتَارَ يَخْتَارُ أَيًّا مِنْ مَعَانِيهِ
فِي مَدْحِ أَحْمَدَ هَلْ تُجْدِي قصائِدُهُ****هَلْ يَرْتَجِي البَدْرُ أنوارًا تُجَلِّيهِ
حَاشَا قريضِي يكونُ اليومَ أَوْسِمَةً****هُوَ الَّذِي فَوْقَ تصويري وتَشْبِيهِي
***
هل يمدحُ الشِّعْرُ أخلاقًا له عَظُمَتْ****تاللهِ قد شَهِدَتْ حتى أعاديهِ
"مَاذا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعلٌ بِكُمُ"****قالوا : كريمٌ وطَبْعُ العَفْوِ يُعْلِيهِ
سَبُّوهُ حِقْدًا وقد أَدْمَوْا له قَدَمًا****فكان منه دُعَاءّ فيه مَا فيهِ
رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَهُمْ للحَقِّ قد جَهِلُوا****إني لَأَرْجُو صَغِيرًا سوف تَهْدِيهِ
وَكَمْ تَلَقَّى سِهَامَ الحِقْدِ مُشْرَعَةً****فَرَدَّهَا بجميلِ الصَّفْحِ مِن فِيهِ
***
هَلْ يَمْدَحُ الشِّعْرُ ما أَرْسَاه مِن قِيَمٍ****فُكُلُّ معنًى عظيمٍ مِن مَبَادِيهِ
كَمْ أَنْقَذَ الكونَ مِن أَدْرَانِ ظُلْمَتِهِ****وحَطَّمَ الكُفْرَ في أَعْتَى مَبَانيِهِ
وضَمَّدَ الْجُرْحَ في قَلْبٍ تُعَذِّبُهُ****أَيْدِي الطُّغَاةِ ومَا فَرْدٌ يُوَاسِيهِ
وطَهَّرَ الكعبةَ الغَرَّاءَ مِن سَفَهٍ****فأَيْنَعَ الطُّهْرُ مِن سُقْيَا أَيَادِيهِ
فوَحَّدَ القَوْمُ بَعْدَ الشِّرْكِ رَبَّهُمُ****وأَكْمَلَ اللَّهُ دِينًا عَزَّ بَانِيهِ
***
مَنْ حَرَّرَ الناسَ مِن رِقِّ العبادِ وَمَنْ****أَرْسَى العَدَالَةَ صَرْحًا فِي مَسَاعِيهِ
مَنْ أَرْجَعَ الْحَقَّ للأنثى وأَعْتَقَها****كانت لوالِدِها أَسْوَا مَسَاوِيهِ
يَحْتَارُ يُمْسِكُهَا حِينًا عَلَى مَضَضٍ****أَمْ يَدْفِنُ العَارَ ؛ إِنَّ العارَ يُخْزِيهِ
كانت تُوَرَّثُ كالجلبابِ مِنْ وَهَنٍ****كانت تُكَابِدُ حِرْمَانًا تُلاقِيهِ
حَتَّى أَتَى خَيْرُ مَبْعُوثٍ وأَنْصَفَها****مَنْ يَكْفُل البِنْتَ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِيهِ
وَهُنَّ للوَالِدِ الْمِعْطَاءِ سُتْرَتُهُ****مِنَ اللَّهِيبِ وَرَبُّ العَرْشِ يُوفِيهِ
***
يا خَيْرَ مَنْ سَكَنَتْ قَلْبِي مَحَبَّتُهُ****فِدَاكَ رُوحِي ، وَكَيْفَ لا أُفَدِّيهِ ؟!
لَوْلاه مَا ارْتَفَعَتْ للحَقِّ مِئْذَنَةٌ****ولا أَضَاءَ كِتَابٌ قَلْبَ تَالِيهِ
لولاه مَا اكْتَحَلَتْ بالأَمْنِ مُقْلَتُنَا****ولا ابْتَهَلْنَا بتَسْبِيحٍ وتَنْزِيهِ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ العَرْشِ مَكْرُمَةً****وَزَادَهُ شَرَفًا بالفَخْرِ يُعْلِيهِ
***
يا سَيِّدَ الرُّسْلِ قَلْبِي اليومَ مُرْتَهَنٌ****بالْحُزْنِ فالواقِعُ الْمَحْزُونُ يُدْمِيهِ
صِرْنَا غُثَاءً وأَحْزَابًا مُشَتَّتةً****وحَالُنَا لِعَدُوٍّ صَارَ يُغْرِيهِ
هَلْ نَحْنُ حَقًّا مِنَ الأَتْبَاعِ مَعْذِرَةً****هَلْ يُشْبِهُ السَّفْحُ – حَاشَاهُ - رَوَابِيهِ
أَيْنَ التَّآخِي وطِيبُ الصَّفْحِ هَلْ ذَهَبَتْ****تِلْكَ الْمَعَانِي إلى دَوَّامَةِ التِّيهِ
أَمْ أَيْنَ إِيثَارُ مَنْ بَانَتْ خَصَاصَتُهُ****يَسْقِي أَخَاهُ وَإِنْ تَظْمَا حَوَاشِيهِ
نُفُوسُنَا بِرَدِيءِ الْحِقْدِ مُتَخَمَةٌ****طَابَتْ ظَوَاهِرُنَا ، والسُّوءَ نُخْفِيهِ
يَعْدُو القَوِيُّ على مَنْ لَيْسَ يُشْبِهُهُ****جُبْنًا ويَسْرِقُ مَا يَقْتَاتُ مِنْ فِيهِ
وبَأْسُنَا بَيْنَنَا تَقْوَى شَكِيمَتُهُ****يَسْطُو القَوِيُّ على الأَدْنَى ويُرْدِيهِ
أَمَّا العَدُوُّ فَقَدْ لانَتْ عَرِيكَتُنَا****حَتَّى كَأَنَّا - بلا فَخْرٍ – نُفَدِّيهِ
تَثَاءَبَ العَزْمُ أَمْ مِتْنَا بغَفْوَتنِاَ****وهلْ أَلِفْنَا بِحُبٍّ مَا نُعَانِيهِ
***
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ يُدَاوِي اليومَ عِلَّتَنَا؟****فالْجُرْحُ غَارَ وأَعْيَا مَنْ يُدَاوِيهِ
حِينًا نُوَلِّي لِطِبِّ الشَّرْقِ وِجْهَتَنَا****والغَرْبَ حِينًا وأَحْيَانًا نُوَلِّيهِ
فَمَا ظَفِرْنَا بتِرْيَاقٍ لِعِلَّتِنَا****كُنَّا كَمَنْ ظَنَّ ذَاكَ السُّمَّ يَشْفِيهِ
***
مَاذَا أَنَشْقَى وخَيْرُ الْخَلْقِ قِدْوَتُنَا****والذِّكْرُ يُتْلَى ورَبُّ العَرْشِ يَحْمِيهِ
مُحَمَّدٌ لا وَرَبِّ العَرْشِ مَا نَطَقَتْ****مِنْهُ الشِّفَاهُ بغَيْرِ الوَحْيِ يَأْتِيهِ
كالغَيْثِ يُحْيِي قُلُوبًا بَعْدَمَا يَبِسَتْ****ذِكْرَاهُ سَلْوَى لِحُزْنِ الكَوْنِ تُمْحِيهِ
بيومِ مَوْلِدِهِ جِئْنَا لِنَذْكُرَهُ****عَفْوًا أَيُنْسَى ؟! أَلا بُعْدًا لِنَاسِيهِ
ذِكْرَاهُ شَمْسٌ على الأَكْوَانِ مُشْرِقَةٌ****لَيْسَتْ تَغِيبُ وَقَدْ أَحْيَتْ مُحِبِّيهِ
يَا مَنْ بِكُلِّ نَفِيسٍ عَزَّ نَفْدِيهِ****إِنَّا عَلَى العَهْدِ أَقْسَمْنَا نُوَفِّيهِ
مَنْ يَقْتَدِ الْيَوْمَ بالْهَادِي وَسُنَّتِهِ****فَاللَّهُ نَاصِرُهُ ، وَاللَّهُ هَادِيهِ
يَارَبِّ صَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ مَا صَدَحَتْ****بالكَوْنِ صَادِحَةّ قَامَتْ تُحَيِّيهِ
وَابْسُطْ إِلَهِي يَدَ الإِنْعَامِ سَابِغَةً
للتَّابِعِينَ وَمَنْ دَوْمًا يُوَالِيهِ