))
قاد فارس سيارته المرسيدس مساءا في شوارع مدينة الناصرة
متوجها الى احد المطاعم للقاء عدة اشخاص في انتظاره..
توقف فارس على الاشارة الضوئية .. وفي اقل من ثانية فتح
باب السيارة وصعدت امرأة ..جلست بجانبه واغلقت الباب ورائها بهدوء وثقة ...وهو
ينظر مذهولا مستغربا دون ان يفهم شيئا مما يحدث
...كل ما يراه شبحا اسود
...او كتلة سوداء متحركة ..جال ببصره من القدم حتى الرأس
لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس السوداء ...رجل هو ام
امراة ولكن عبثا فلا عيون ولا وجه ولا ايدي ترى من خلف هذا السواد ..وامام هذه
الحال نطق الكائن الساكن خلف تلك الملابس ...بصوت انثوي جميل وهادىء وواثق:
عفوا ...هل تستطيع ان توصلني الى كفر كنا ؟
ابتسم فارس وقال :عفوا ..ربما اخطأت انا لست سائق تاكسي ...!
-فقالت بهدوء : اعلم ذلك هيا أوصلني الى كفر كنا ...؟!
وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاه كفر كنا وتناسى
انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوت الملائكي؟
- وادار بوجهه نحوها وقال :عفوا يا حجة ..!
- وعلى الفور ادارت وجهها نحوه وقالت له : انا مش حجة ...
- قال : عفوا ...بقصد شيخه!
- قالت: ومش شيخة كمان..
- قال: اذن متدينة لدرجة كبيرة ؟
- قالت: لا..انا مش متدينة...!
- قال: عفوا ..هل انت مسلمة ؟
- قالت: يمكن...شو هذا بهمك ...!؟
- فقال مستفزا : طيب ليش لابسه هالخمار ؟
- فقالت : انا لابسته لاني لابسته...!!!
- فقال: طيب.. مين انت ؟
فردت عليه: انا قدرك يا فارس
... ذهل فارس ..فكيف علمت باسمه ..وبدا يفكر باشياء
كثيرة وقال وهو يضحك : - قدري انا ...قولي لي يا قدري مين سلطّك عليّ وحكالك عن
اسمي ؟
- فقالت: آه .. انا قدرك انت.. وكيف عرفت اسمك فهذا شغلي
انا ...كنك ما بتأمن بالقدر ؟
- فقال: انا ما بأمن باشي ...!
فقالت: اذا هيك تعلم من اليوم انك تأمن باشياء كثيرة..!
- فقال: لا بأس ساؤمن ...قولي لي ما هو اسمك ام ساناديك
"انسه " قدرك ام "مدام" قدرك.
فقالت: قدرك انت ...
- قال: طيب يا قدري انا اكشفي عن وجهك علشأن اشوفك؟
- فقالت:علشأن ايش بدك تشوفني ؟
- فقال: مش قلت انك قدري ...بدي اشوف قدري ان كان حلو
ولأ يا ساتر ؟
- فقالت: ما تخاف ..قدرك حلو كثير ومش يا ساتر...ومش راح
تشوفني هلأ، راح تشوفني في الوقت المناسب.
- وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدي اشوفك هلأ ما
دمت بتقولي انك قدري ؟
فقالت : وقف السيارة ...اذا بدك تتأكد اني حلوة ...تفضل
اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف...بس أحسن الك ما تعملها هلأ ؟
صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين ان يمد يده ليرى ماذا
يخفي هذا الخمار ..ايفعل ذلك ام لا.. ولكن يده لم تتحرك ...!! اما صاحبة الصوت
الجميل ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في شوارع كفر كنا
..لا احد يرى منها شيئا...وعاد فارس الى الناصرة مسرعا لعله يلحق بالاشخاص الذين
ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان...
ابتسم وقال لنفسه : يا لقدري السيء ...لقد خسرت
الصفقة..خسرتها لأشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف هذا
الخمار ...
واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذه المرأة وما
تخفيه.. ونظر الى حيث كانت تجلس فراى على الكرسي جمجمة بحجم كف اليد وقد زرعت مكان
تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب انعكاس
الضوء عليهما ...امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها وحينما نظر
الى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب الى الابتسامة...
-ضحك فارس وقال لنفسه : يا لقدري ...جمجمة وتبتسم ...
احتار من حاجة هذه المرأة الى هذه الجمجمة ؟ ولماذا تركتها معه ؟ ام انها نسيتها
دون قصد ؟ لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل انها تحمل
جمجمة ...
مر يوم وفارس ما يزال يفكر بامر هذه المراة..شعورٌ غريب
يشده اليها لا يدري سببه ..!اهو الفضول ام شيء اخر لا يعرفه..!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ، ذهب الى كفر كنا حيث
نزلت ، فربما يجدها هنا او هناك...ولكن دون جدوى
وعندما عاد الى الناصرة رأى نفس المراة تجلس على احد
مواقف الباصات...اقترب منها واراد ان يحدثها لكنه كان خائفا من ان تكون هذه
المحجبة التي يراها امرأة اخرى ...فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهه بها ...وبحركة
غير متوقعة اقتربت ذات الخمار الاسود من شباك السيارة..
- وقالت: ليش اتاخرت يا فارس ...انا بستناك من ساعة
ونص...؟
صعدت الى السيارة واغلقت الباب ...وهي ما زالت تعاتبه
على تاخره وكانها على موعد مسبق معه...بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاش والتعجب
تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لانه لم يفهم شيئا مما يدور حوله.
- فقالت له :وصلني لحيفا .
- ضحك فارس وقال :بتؤمري بوصلك لحيفا ولوين ما بدك ..بس
قولي لي يا....
- قاطعته وقالت : ياسمين اسمي ياسمين ، ناديني ياسمين .
- فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتستنيني ولا بتمزحي؟
- فقالت: آه انا كنت بستناك ...انت شو مفكرني كنت بسوي
هون.. بستنا واحد تاني ...على العموم اذا ما بدك تشوفني بنزل هون.
فتحت الباب وهمت بالنزول ، لولا انه اعتذر لها
-وقال : انا بدي اشوفك..بس مش شايف اشي منك غير هالسواد
!؟
- فردت عليه غاضبة وقالت: مش مصدقني ...؟ قلت الّك انا
حلوة.. اقسم بحيات ستي اني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب.
- رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال:
ياسمين قولي لي ..هل انت انسانة انا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار ولأ فيّ
حدا مسلطك عليّ علشان تجنينيني.
-قالت: لا..انا ما بعرفك وما في حدا سلطّني عليك ..بس من
اللحظة الاولى الّي شفتك فيها صرت قدرك..وبعدها عرفت عنك كل اشي.
- وقال لها : شو قصدك ...؟!
- قاطعته وقالت له :لقد وصلت وعليّ ان اذهب.
غادرت "ياسمين " الغامضة وبدات تسير بالشارع
حتى اختفت بين الزحام.. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحك مستسخفا
مما يحدث وقد اتخذ قرارا ان لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط ان تثير
فضوله في لعبة ذكية ..فلا بد ان يكون من ورائها احد ..وعاد الى عمله ليشغل نفسه
ولكنه فشل في ان يطرد خيالها من مخيلته واخذ يسأل نفسه: ما الذي يشدني الى هذه
المقنعة السوداء؟ هل هو الفضول ام ان اسلوبها المثير قد اثر بي؟
شقت السيارة طريقها من جديد الى الناصرة وما ان وصل فارس
حتى بدإ يقوم باتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ...بدل التفكير بسخافة هذه المرأة
وما ان مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة الى البيت حتى
فوجىء بالمرأة "صاحبة الخمار الاسود " تشير بيدها له ليتوقف ...دق قلب
فارس بسرعة واصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ...شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل
...وسعادة لرؤيتها ..توقف واقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها
الملفوف بالسواد على الكرسي
وقالت :فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟
لم يستطع فارس الاجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق
المؤدية الى بئر السبع دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العودة الى البيت اواذا
كان احدهم بانتظاره ...خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كانها سنوات ...لم
يتكلم احدهما.. نظر فارس الى المرأة بعد ان استجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي
اصابه
قاد فارس سيارته المرسيدس مساءا في شوارع مدينة الناصرة
متوجها الى احد المطاعم للقاء عدة اشخاص في انتظاره..
توقف فارس على الاشارة الضوئية .. وفي اقل من ثانية فتح
باب السيارة وصعدت امرأة ..جلست بجانبه واغلقت الباب ورائها بهدوء وثقة ...وهو
ينظر مذهولا مستغربا دون ان يفهم شيئا مما يحدث
...كل ما يراه شبحا اسود
...او كتلة سوداء متحركة ..جال ببصره من القدم حتى الرأس
لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس السوداء ...رجل هو ام
امراة ولكن عبثا فلا عيون ولا وجه ولا ايدي ترى من خلف هذا السواد ..وامام هذه
الحال نطق الكائن الساكن خلف تلك الملابس ...بصوت انثوي جميل وهادىء وواثق:
عفوا ...هل تستطيع ان توصلني الى كفر كنا ؟
ابتسم فارس وقال :عفوا ..ربما اخطأت انا لست سائق تاكسي ...!
-فقالت بهدوء : اعلم ذلك هيا أوصلني الى كفر كنا ...؟!
وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاه كفر كنا وتناسى
انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوت الملائكي؟
- وادار بوجهه نحوها وقال :عفوا يا حجة ..!
- وعلى الفور ادارت وجهها نحوه وقالت له : انا مش حجة ...
- قال : عفوا ...بقصد شيخه!
- قالت: ومش شيخة كمان..
- قال: اذن متدينة لدرجة كبيرة ؟
- قالت: لا..انا مش متدينة...!
- قال: عفوا ..هل انت مسلمة ؟
- قالت: يمكن...شو هذا بهمك ...!؟
- فقال مستفزا : طيب ليش لابسه هالخمار ؟
- فقالت : انا لابسته لاني لابسته...!!!
- فقال: طيب.. مين انت ؟
فردت عليه: انا قدرك يا فارس
... ذهل فارس ..فكيف علمت باسمه ..وبدا يفكر باشياء
كثيرة وقال وهو يضحك : - قدري انا ...قولي لي يا قدري مين سلطّك عليّ وحكالك عن
اسمي ؟
- فقالت: آه .. انا قدرك انت.. وكيف عرفت اسمك فهذا شغلي
انا ...كنك ما بتأمن بالقدر ؟
- فقال: انا ما بأمن باشي ...!
فقالت: اذا هيك تعلم من اليوم انك تأمن باشياء كثيرة..!
- فقال: لا بأس ساؤمن ...قولي لي ما هو اسمك ام ساناديك
"انسه " قدرك ام "مدام" قدرك.
فقالت: قدرك انت ...
- قال: طيب يا قدري انا اكشفي عن وجهك علشأن اشوفك؟
- فقالت:علشأن ايش بدك تشوفني ؟
- فقال: مش قلت انك قدري ...بدي اشوف قدري ان كان حلو
ولأ يا ساتر ؟
- فقالت: ما تخاف ..قدرك حلو كثير ومش يا ساتر...ومش راح
تشوفني هلأ، راح تشوفني في الوقت المناسب.
- وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدي اشوفك هلأ ما
دمت بتقولي انك قدري ؟
فقالت : وقف السيارة ...اذا بدك تتأكد اني حلوة ...تفضل
اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف...بس أحسن الك ما تعملها هلأ ؟
صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين ان يمد يده ليرى ماذا
يخفي هذا الخمار ..ايفعل ذلك ام لا.. ولكن يده لم تتحرك ...!! اما صاحبة الصوت
الجميل ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في شوارع كفر كنا
..لا احد يرى منها شيئا...وعاد فارس الى الناصرة مسرعا لعله يلحق بالاشخاص الذين
ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان...
ابتسم وقال لنفسه : يا لقدري السيء ...لقد خسرت
الصفقة..خسرتها لأشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف هذا
الخمار ...
واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذه المرأة وما
تخفيه.. ونظر الى حيث كانت تجلس فراى على الكرسي جمجمة بحجم كف اليد وقد زرعت مكان
تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب انعكاس
الضوء عليهما ...امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها وحينما نظر
الى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب الى الابتسامة...
-ضحك فارس وقال لنفسه : يا لقدري ...جمجمة وتبتسم ...
احتار من حاجة هذه المرأة الى هذه الجمجمة ؟ ولماذا تركتها معه ؟ ام انها نسيتها
دون قصد ؟ لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل انها تحمل
جمجمة ...
مر يوم وفارس ما يزال يفكر بامر هذه المراة..شعورٌ غريب
يشده اليها لا يدري سببه ..!اهو الفضول ام شيء اخر لا يعرفه..!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ، ذهب الى كفر كنا حيث
نزلت ، فربما يجدها هنا او هناك...ولكن دون جدوى
وعندما عاد الى الناصرة رأى نفس المراة تجلس على احد
مواقف الباصات...اقترب منها واراد ان يحدثها لكنه كان خائفا من ان تكون هذه
المحجبة التي يراها امرأة اخرى ...فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهه بها ...وبحركة
غير متوقعة اقتربت ذات الخمار الاسود من شباك السيارة..
- وقالت: ليش اتاخرت يا فارس ...انا بستناك من ساعة
ونص...؟
صعدت الى السيارة واغلقت الباب ...وهي ما زالت تعاتبه
على تاخره وكانها على موعد مسبق معه...بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاش والتعجب
تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لانه لم يفهم شيئا مما يدور حوله.
- فقالت له :وصلني لحيفا .
- ضحك فارس وقال :بتؤمري بوصلك لحيفا ولوين ما بدك ..بس
قولي لي يا....
- قاطعته وقالت : ياسمين اسمي ياسمين ، ناديني ياسمين .
- فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتستنيني ولا بتمزحي؟
- فقالت: آه انا كنت بستناك ...انت شو مفكرني كنت بسوي
هون.. بستنا واحد تاني ...على العموم اذا ما بدك تشوفني بنزل هون.
فتحت الباب وهمت بالنزول ، لولا انه اعتذر لها
-وقال : انا بدي اشوفك..بس مش شايف اشي منك غير هالسواد
!؟
- فردت عليه غاضبة وقالت: مش مصدقني ...؟ قلت الّك انا
حلوة.. اقسم بحيات ستي اني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب.
- رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال:
ياسمين قولي لي ..هل انت انسانة انا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار ولأ فيّ
حدا مسلطك عليّ علشان تجنينيني.
-قالت: لا..انا ما بعرفك وما في حدا سلطّني عليك ..بس من
اللحظة الاولى الّي شفتك فيها صرت قدرك..وبعدها عرفت عنك كل اشي.
- وقال لها : شو قصدك ...؟!
- قاطعته وقالت له :لقد وصلت وعليّ ان اذهب.
غادرت "ياسمين " الغامضة وبدات تسير بالشارع
حتى اختفت بين الزحام.. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحك مستسخفا
مما يحدث وقد اتخذ قرارا ان لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط ان تثير
فضوله في لعبة ذكية ..فلا بد ان يكون من ورائها احد ..وعاد الى عمله ليشغل نفسه
ولكنه فشل في ان يطرد خيالها من مخيلته واخذ يسأل نفسه: ما الذي يشدني الى هذه
المقنعة السوداء؟ هل هو الفضول ام ان اسلوبها المثير قد اثر بي؟
شقت السيارة طريقها من جديد الى الناصرة وما ان وصل فارس
حتى بدإ يقوم باتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ...بدل التفكير بسخافة هذه المرأة
وما ان مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة الى البيت حتى
فوجىء بالمرأة "صاحبة الخمار الاسود " تشير بيدها له ليتوقف ...دق قلب
فارس بسرعة واصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ...شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل
...وسعادة لرؤيتها ..توقف واقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها
الملفوف بالسواد على الكرسي
وقالت :فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟
لم يستطع فارس الاجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق
المؤدية الى بئر السبع دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العودة الى البيت اواذا
كان احدهم بانتظاره ...خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كانها سنوات ...لم
يتكلم احدهما.. نظر فارس الى المرأة بعد ان استجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي
اصابه