كنت طفلا ..
ككل الصغار ..
أبحث عن حنان .. عن حب ..
تطير بي الفرحة وقت اللعب ..
ككل الأطفال ..
تسحرني دحرجة الكرة ..
و كوني ذكرا ..
عشقت الكرة .. بشكلها المستدير ..
وبحركتها الدائمة ..
و بعنادها لي .. حين ألمسها و تبتعد عني ..
كبرت ..
و كبر احساسي تجاهها ..
كبر استيعابي لمعنى الحب ..
و معنى المتعة مع من تحب ..
و معنى الأسى حين ابتعادك .. عمن تحب .. أو بالأصح .. عما تحب ..
كبرت أكثر .. و ازداد عشقي ..
تعلمت القراءة لأقرأ عنها ..
تعلمت الكتابة .. لأكتب لها ..
زادت معرفتي .. أكثر ..
فزاد عشقي أكثر ..
يقول فرويد " ان(العواطف الكامنة الموروثة) و(العواطف المغروسة منذ الطفولة) هما دفتا تسيير البشر. "
كبرت عواطفي معي .. فصرت أراها أحمل ما في الوجود ..
فكلما زاد حبنا .. زاد جمال من نحب ..
يقول الشاعر أبو علاء المعري :
إِنَ شِئْتَ أَنْ تَلْقَـى المَحَاسِـنَ كُـلَّهَا ..... فَفِي وَجْهِ مَنْ تَهْوَى جَمِيْـعُ المَحَاسِـنِ
و بعد أن بلغت سن العاشرة .. أدركت أن حبيبتي متنوعة !!
ليس لها مكان ولا و طن .. بل هي في كل مكان و كل و طن ..
وكل شخص يهواها بطريقته ..
هنا بدأت في صراعا مع نفسي ..
هل هي في البرازيل أم الأرجنتين .. هل هي في ألمانيا أم إيطاليا !!
كل ما كنت أعرفه .. أنها الليث الأبيض الشبابي ..
فتشت أكثر ..
و مشيت في شاطىء الحيرة ..
وطال المسير ..
اتكأت على ( لا عـصـــاه )
تاركا نفسي ورائي ..
بحثت عمن يدلني على محبوبتي ..
لم أيأس أبدا .. و لم أخش من فشل محتمل يصرخ في وجهي ( لن تراها ) ..
يقول تشيسون " خير لنا أن نحب فنخفق ، من أن لا نحب أبداً "
فزاد عنادي أكثر .. إما الحب .. أو الإخفاق ..
و بعد طول عـنــاء ..
و أنا تائه في ذلك الشاطئ ..
قابلت أميرا .. ليس كباقي الأمراء ..
أميرا بنى إمارته بقلوب الملايين ..
له مواصفات الأساطير ..
فارس .. طويـل .. جذاب .. ( عــاشــق )
سـألته عن حب ضائع ..
و الضائع هو كل ما نعلم بوجوده .. و لا نملكه .. فنبحث عنه ..
مسك ( الأمير ) بيدي ..
وقال لي باستغراب .. إن الحـســناء التي تبحث عنها .. هـنــــــاك ..
و عاتبني عـتــاب المـحــب .. كيف لم تعرفها ..
و إن كنت تعرفها .. كيف لم تعشقها بعد !!
أخذ الأمير بيدي من شواطئ الضياع ..
و أغرقني معه في بحر العشق ..
إنه الأمير
( مــــارســـيــــــل )
رحت معه .. و ذهبت إياه ..
كان الطريق طويلا .. ليس مملا ..
فقد حكى لي ( مارسيل ) عن ملاحم خاضها لأجل مـحبوبته ..
ثم استرسل في وصفها .. عن حسنها .. عن جمالها ..
إنها الأميرة .. روزونيرو .. أو كما يدلعها .. بالأميرة ( روزا ) ..
ازداد شوقي لهذه الأميرة .. اشتقت لأن أرى ( ست الحسن ) هــذه ..
أخــيــــرا ..
حط بي ( مارسيل ) على المرفأ ..
بعد إبحار طويل في عالم الغرام .. و الحكايا ..
زاد شوقي لأن أرها ..
فكم كنت هائما أبحث عنها ..
مشينا قليلا ..
إلى أن وصلنا قلعة اسمها ( سان سيرو ) ..
ليست ككل القلاع ..
دخلناها سوية .. فإذا بالآلاف يهتفون باسمها ..
يحملون صورها .. و يصبغون أنفسهم بألوانها ..
وما إن لمحوا الأمير ( مارسيل ) حتى جن جنونهم ..
عجبت لهذه الحفاوة ..
أخذني ( مارسيل ) و أدخلني بـســرعة ..
وقال لي " إنها هنا .. حان الوقت لتعشق "
و فـجــأة .. وجدت نفسي أمامها ..
لم أتحمل هول المفاجأة .. فارتجفت قدماي ..
وكأن عيني لم تر امرأة سواها ..
و أخيرا التقينا ..
بعد أن ذبنا ببحر العاشقينا ..
و أخيرا التقينا ..
بعد أن بتّ وقلبي .. للقاء ساهرينا
بعد ناري و اشتياقي ..
و مسافات الفراقِ
أنا والقلب أتينا ..
لم تحرك ساكنة .. قابلتني بابتسامة باردة
قائلة لي " أهلا بك في مملكتي " !!
أدركت حينها .. أني لست سوى واحد من آلاف العاشقين لها ..
والمتيمين بحبها ..
و الغارقين في بحرها ..
أحسست بالأسى حينها ..
فكما يقول ( بيرون )
مأساة الحب تتلخص في أن الرجل يريد أن يكون أول من يدخل قلب
المرأة . .
و المرأة تريد أن تكون آخر من يدخل قلب الرجل..
هل أنسحب الآن !!
إنها الأميرة ( روزا ) .. التي دلني عليها الأمير ( مارسيل ) ..
كيف لك ( سيدتي ) أن تعشقيني !!